وكالة أنباء الحوزة - أكّد حجّة الإسلام والمسلمين فاضل الجناني، من أساتذة الحوزة العلمية بقم، أنّ أعظم الذنوب وأشدّها هي التي يستهين بها الإنسان ويستصغر شأنها.

وأضاف سماحته موضحًا: روى السيّد الرضي (ره) عن أمير المؤمنين (ع): «افْعَلُوا الْخَيْرَ وَلَا تَحْقِرُوا مِنْهُ شَيْئًا فَإِنَّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ وَقَلِيلَهُ كَثِيرٌ وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَدًا أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنِّي فَيَكُونَ وَاللَّهِ كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَهْلًا فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ». فلا ينبغي الاستهانة بأيّ ذنبٍ مهما صغُر؛ فإنّ عود ثقابٍ واحدٍ قد يُحدث انفجارًا هائلًا إذا أُشعِل في غرفةٍ مشبعةٍ بالغاز. ومن هنا قيل: «أشدّ الذنوب ما استخفّ به صاحبه».

وفي سياق حديثه عن المنزلة السامية للمجاهدين في سبيل اللّه، أشار إلى الحديث النبوي الشريف: «فَوْقَ كُلِّ ذِي بِرٍّ بَرٌّ حَتَّى يُقْتَلَ اَلرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ فَإِذَا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ بِرٌّ». ومع ذلك، استدلّ بالحكمة 474 من «نهج البلاغة» التي يقول فيها أمير المؤمنين (ع): «مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ‌ اللَّهِ‌ بِأَعْظَمَ أَجْراً مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ»، وأوضح مستنتجًا أنّ الشابّ الذي يعفّ نفسه عن النظر إلى المحرّمات والوقوع في المعاصي رغم توفّر أسبابها فهو كالمجاهد في سبيل اللّه. فإنّ اجتناب الذنب وكفَّ النفس عنه يحظى بمثل هذه المنزلة الرفيعة.

واختتم حجّة الإسلام والمسلمين فاضل الجناني كلامه مستشهدًا بحكمةٍ أخرى عن أمير المؤمنين (ع) يقول فيها: «شَتَّانَ‌ مَا بَيْنَ‌ عَمَلَيْنِ‌؛ عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَ تَبْقَى تَبِعَتُهُ وَ عَمَلٍ تَذْهَبُ مَئُونَتُهُ وَ يَبْقَى أَجْرُه». وعلّق قائلًا: إنّ بين طاعة اللّه وارتكاب الذنب بونًا بعيدًا؛ فإنّ الذنب، وإن كان له لذّةٌ إلّا أنّها زائلةٌ غير دائمةٍ، وقد يتلذّذ الإنسان به ساعةً، لكن آثاره وتبعاته الوخيمة تبقى وتسبّب له الألم إلى الأبد. فإنّ اللّه يحاسب على الذنوب وآثارها، كما جاء في قوله تعالى: «وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ».

لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة